الثلاثاء، 10 فبراير 2015
4:39 م

ماذا لو القلب فى الجهة اليمنى من الصدر

تشكّل قلبُ الجنين في الأسابيع الأولى من الحمل، وفي بعض الأحيان ينتقل القلب ليتوضّع في الجهة اليُمنى من الصدر، بعكس موقعه الطبيعي في الجهة اليُسرى، ولا تزال أسبابُ هذه الحالة غيرَ واضحةٍ حتى الآن.

أنماط القلب اليميني والمُضاعفات المُرافقة
تشمل هذه الحالة عدّة أنماطٍ تتراوحُ من انزياحٍ طفيفٍ في موقع القلب الطبيعي نحو اليمين، إلى الحالاتِ الشّديدةِ التي تنعكسُ فيها مواقع حجرات القلب والأوعية الكبيرة انعكاساً تامّاً، وكأنّنا ننظرُ إلى صورةِ القلب في مرآة.
وهناك ما يُسمّى القلبُ اليميني المعزول Isolated dextrocardia، ويعدّ من أبسط الحالات وأندرها، وفيها يكونُ القلب سليماً تماماّ، ويُمكن أن تترافق هذه الحالة مع توضعٍ معكوسٍ لكل أعضاءِ البطن والرئتين، مثل توضّع الكبد في الجهة اليُسرى بدل اليمنى.

لكنّ المُشكلة لا تقتصر على موقع القلب فقط، حيث يترافق القلب اليميني في أغلب الحالات مع تشوّهاتٍ أُخرى تتطلّب العلاجَ الدوائي والجراحي، وأهمّها:
- تضاعُف مَخرج البُطين الأيمن double outlet right ventricle (حالة خُلقيّة يكون فيها الشريان الأبهر متّصل بالبُطين الأيمن بدلاً من البُطين الأيسر)
- تشوّه الوسادة الشغافية endocardial cushion defect ( عيب خُلقي مُترافق مع غياب أو تشوه الجدران التي تفصل التجاويف القلبية الأربعة)
- تضيق أو انسداد الصمام الرئوي (الذي ينظم تدفق الدم من البُطين الأيمن إلى الرئتين)
- وجود بُطين واحد Single ventricle
- تبدّل مواقع الأوعية الكبيرة والفتحة بين البطينين.

بالإضافة إلى ذلك يُمكن أن تترافق بعض الحالات مع متلازمة كارتغنر Syndrome Kartagener، المُتمثّلة باضطراباتٍ في عملِ الأهداب المُبطّنة للأنف والطّرق الهوائية، التي تساهم في تنقية الهواء الداخل للجسم، ممّا يؤدي إلى إنتاناتٍ متكررةٍ في الرّئتين والجيوب.
هناك أيضاً متلازمة التوضّع المُغاير heterotaxy، وهي من المتلازمات الهامّة التي قد ترافق القلب اليميني، وفيها يتغيّر موقع العديد من الأعضاء ولا تعمل بالشّكل الصحيح، على سبيل المثال، قد يفشل الطّحال (الجزءُ الهامُّ من الجهازِ المناعي) في عمله، ممّا يجعل المريض عرضةً لإنتاناتٍ خطيرةٍ قد تؤدي للموت.

وقد تترافق متلازمة التوضّع المُغاير مع:
- مشاكلَ في الجهاز الصفراوي.
- اضطرابات في الرئة.
- مشاكل في توضّع ووظيفة الأمعاء مما قد يؤدي لانسدادها.
- تشوّهاتٍ قلبيّةٍ خطيرةٍ.

هل يشكو صاحبُ القلب اليميني من أيّ أعراضٍ؟
إذا كان القلبُ طبيعيّاً لا يعاني المريض أيّ أعراضٍ، ولكنّ الأمراض التي ترافق هذه الحالة قد تؤدي إلى ظهورٍ عدّة أعراضٍ مثل: الزّرقة، صعوبة التّنفس، فشل النمو، التعب، اليرقان، الشُّحوب والإنتانات الرئوية المُتكرّرة.

وهل يحتاجُ المريضُ إلى علاجٍ؟
لا يحتاجُ القلب اليميني غيرَ المُترافق مع تشوّهات قلبيّةٍ لأيّ علاجٍ، لكن من الضروري إعلام الطبيب بهذه الحالة، لأنّها قد تؤثر على بعض الفحوص والاختبارات التي يجريها الأطباء (عند إجراء تخطيط القلب الكهربائي يجبُ وضع المساري بشكلٍ معكوسٍ مثلاً، وكذلك عند إجراء الصّدمة الكهربائية لإزالة الرجفان defibrillatingيجب وضع كفتي الجهاز بشكلٍ معاكسٍ أيضاً).
وبالتالي يعتمدُ العلاج على المشكلاتِ المرافقةِ للقلب اليميني، وغالباً ما تحتاجُ التشوّهات التشريحية للجراحة، بينما يخضع الطفل لعلاجٍ دوائيٍّ ريثما يكبر قليلاً ويصبح من الأسهل إجراء الجراحة.
ويجب الإشارة إلى أنّ مرضى القلب اليميني الذين تتوضّع أعضاءُ البطنِ لديهم في موقعها الطبيعي (situs solitis) معرّضون لخطر الإصابة بانسداد الأمعاء الذي قد يتطلّب تدخّلاً جراحياً، لكن من النّادر أن يواجه أصحاب القلب اليميني والأعضاءِ المعكوسة (situs inversus) هذه المشكلات.
كما تعدُّ الصّادات الحيوية antibiotics الدواءَ الرئيسيَّ لعلاج إنتانات الرئة والجيوب المُتكررة عند مرضى متلازمة كارتغنر، وللوقاية من الإنتانات عند المرضى الذين يعانون من غيابِ الطحال أو سوءِ وظيفته.

كيف يؤثّر القلبُ اليميني على حياةِ صاحبه؟
لا يعاني أصحابُ القلبِ اليميني السّليم أيَّ مشاكلَ مُتعلقةٍ بموقع القلب، ولا يؤثّرُ ذلك على المدى العمري المُتوقَّع لهم، كما يمكنهم ممارسةُ التّمارين الرياضية كأقرانهم، لكن عندما تترافق هذه الحالة مع مشاكل صحّيةٍ أو تشوّهاتٍ خلقيّةٍ في القلب أو أعضاء الجسم الأخرى، يكون من الضروري استشارة الطبيب الأخصائي قبل ممارسة التّمارين الرياضية.
كما ينبغي عليك مراجعة الطبيب إذا كان طفلك مريضاً دوماً، يتعبُ بسرعةٍ ولا يكسبُ وزناَ، والاتصال مباشرةً بالإسعاف في حال كان الطفل أزرق أو أصفر اللون أو يواجه مشكلةً في التّنفس.

يبقى أن نعرف كيف يمكن الوقاية من هذه الحالة؟
إنّ أساليب الوقاية غير مُحددة بدقّة، لكن هناك مجموعة نقاطٍ ينبغي الإشارة إليها:
• تجنُّب المخدرات (خاصّةً الكوكائين) قبل وأثناء الحمل قد يقلِّل من خطر حدوث هذه الحالة.
• بعض المتلازماتِ المترافقة مع القلب اليميني وراثيةٌ لذا ينبغي استشارة الطبيب قبل اتّخاذ القرار بالحمل إذا كان هناك قصّةٌ عائليةٌ سابقةٌ.
• من الضروري استشارة طبيبك قبل الحمل إذا كنت تعانين من مرض السكري، لأنّ طفلك معرّضٌ للإصابة بأشكالٍ معينةٍ من القلب اليميني.
(منقول)
(المصدر :هنا )

0 التعليقات:

إرسال تعليق